قصة المرأة التي لا تتكلم إلا بالقرآن :
عن عَبد اللَّهِ بْنَ دَاوُدَ الْوَاسِطِيُّ قال: " بَيْنَمَا أَنَا وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ، وَإذا بِامْرَأَةٍ وَهِيَ تَقُولُ (مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضْلِلُ فَلا هَادِيَ لَهُ)
قَالَ فَقُلْتُ: امْرَأَةٌ ضَالَّةٌ فَنَزَلْتُ عَنْ بَعِيرِي فَقُلْتُ لَهَا: يَا هَذِهِ مَا قِصَّتُكِ؟
فَقَرَأَتْ: (ولاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أولئك كان عنه مسؤولا)
قالَ: قُلتُ فِي نَفْسِي حَرُورِيَّةٌ، لا تَرَى كَلامَنَا، قَالَ فَقُلْتُ لَهَا: مِنْ أَيْنَ أَنْتِ؟
فَقَرَأْتُ: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقصى)
فَأَرْكَبَتُهَا بَعِيرِي وَقُدْتُ بِهَا أُرِيدُ بِهَا رِجَالَ الْمَقْدِسَيْينِ، فَلَمَّا تَوَسَّطْتُ الرِّجَالَ قُلْتُ يَا هَذِهِ بِمَنْ أُصَوِّتُ؟ فَقَرَأَتْ (يَا دَاوُدُ إِنَّا جعلناك خليفة في الأرض) (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ) (يَا يَحْيى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ)
فَنَادَيْتُ: يَا زَكَرِيَّا، يَا يَحْيى، يَا دَاوُدُ، فَخَرَجَ إِلَيَّ ثَلاثَةُ فِتْيَانٍ مِنْ بَيْنِ الرِّجَالِ،
فَقَالُوا: أُمُّنَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ، ضَلَّتْ مُنْذُ ثَلاثٍ،
فَأَنْزَلُوهَا فَقَرَأَتْ: (اذْهَبُوا بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ)
فَعَدَوْا فَاشْتَرَوْا ثَمَرًا وَقُسْبًا وَجُوزًا، وَسَأَلُونِي قُبُولَهُ
، فَقُلْتُ لَهُمْ مَا لَهَا لا تتكلم،
قَالُوا هَذِهِ أُمُّنَا لَمْ تَتَكَلَّمْ مُنْذُ ثَلاثِينَ سَنَةً إلاَّ بِالْقُرْآنِ؛ مَخَافَةَ أَنْ تَزَلَّ ".