Tuesday, March 17, 2020

مناظرة النعمان بن المنذر وكسرى ملك الفرس


قدم النعمان بن المنذر على كسرى ملك االفرس وعنده وفود الروم والهند والصين
فذكروا من ملوكهم وبلادهم 
 فأفتخر النعمان بالعرب وفضلهم على جميع الأمم - لايستثني فارس ولا غيرها .
:فقال كسرى وأخذته عزة الملك
يانعمان لقد فكرت في امر العرب وغيرهم من الأمم - ونظرت في حالة من يقدم عليّ من وفود الأمم
 فوجدت للروم حظا في إجتماع إلفتها
وعضم سلطانها - وكثرة مدائنها ووثيق بنيانها وإن لها دين يبين حلالها من حرامها- ويرد سفيهها ويقيم جاهها 

ورأيت الهند نحوا من ذلك - في حكمتها
وطبها - مع كثرة انهار بلادها وثمارها- وعجيب صناعتها - وطيب أشجارها
ودقيق حسابها وكثرة عددها وكذلك الصين في إجتماعها وكثرة صناعات ايديها وفروسيتها - وهمتها في الحرب وصناعة الحديد
وإن لها ملكا يجمعها
 والترك والخزر على مابها من سوء الحال في المعاش
وقلة الريف والثمار والحصون وماهو رأس عمار ة الدنيا من المساكن - والملابس
لهم ملوك تضم قواصيهم وتدبر أمرهم
ولم أرا للعرب شيء من خصال الخير في امر دين ولا دنيا ولا حزم ولا قوة-
ومع ان مما يدل على مهانتها وذلها وصغر همتها
محلتهم اللتي هم بها مع الوحوش النافرة والطيور الحائرة
يقتلون اولادهم من الفاقة ويأكل بعضهم بعض من الحاجة
قد خرجوا من مطاعم الدنيا وملابسها ومشاربها ولهوها ولذاتها
فأفضل طعام ظفر به ناعمهم لحوم الأبل اللتي
يعافها كثير من السباع لثقلها وسوء طعمها وخوف دائها وإن قرء احدهم ضيفا عدها مكرمة وإن أطعم الة عدها غنيمة
تنطق بذلك أشعارهم وتفتخر بها رجالهم ماخلا هذه
التنوخية اللتي اسس جدي اجتماعها وشد
مملكتها ومنعها من عدوها فجرى لها ذلك الى يومنا هذا
وإن لها مع ذلك اثارا ولبوسا وقرى وحصونا
وأمورا تشبه بعض أمور الناس ( يعني بها اليمن )
ثم لاأراكم تستكينون على مابكم من المذله والقله والفاقه والبؤس حتى تفتخروا وتريدوا أن تنزلوا فوق مراتب الناس

No comments:

Post a Comment