Tuesday, March 24, 2020

قصة الحجاج وهند بنت المهلب

قصة الحجاج وهند بنت المهلب :

تزوجت من الحجاج رغماً عنها ولم تمض السنة  حتى طلقها حينما سمعها تنشد شعراً أمام المرآة وهي تطالع جمالها فيها وقد رأته إلا أنها تجاهلته وأنشدت شعرها تسمعه حين قالت :

وما هند إلا مهرة عربيةسليلة أفراس تحللها بغل فإن أتاها مهر فلله درهاوإن أتاها بغل فمن ذلك البغل

فما أن انتهت من شعرها حتى أظهر غضبه الشديد، وذهب إلى خادمه قائلاً له : اذهب إلى هند وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط وإن زدت قطعت لسانك، وأعطها هذه العشرين ألف دينار، فذهب الخادم فقال لها : “كنت فبنت” يعني بها أنها كانت زوجته والآن قد طلقك، ولفصاحتها الشديدة رددت عليه قائلة: “كنا فما فرحنا … فبنا فما حزنا” ثم قالت له فرحة : خذ المال كله لك.

زواجها من عبد الملك بن مروان

ظلت بعدها فترة لا يستطيع أن يتقدم لخطبتها أحد فهي طليقة الحجاج الثقفي ومن ذا الذي يجرؤ، وللمرة الثانية تثبت دهائها حين قدمت العطايا للشعراء حتى يمتدحوها عند الخليفة ” عبد الملك بن مروان ” ففعلوا وجعلوا يمتدحونها ويمتدحون جمالها وحسن طلتها ورجاحة عقلها حتى اعجب بها الملك وطلب الزواج منها.

أرسلت هند كتاباً إلى عبد الملك تقول فيه “بعد الثناء على الله والصلاة على نبيه محمد صل الله عليه وسلم، فإني لا أجري العقد إلا بشرط، فإن قلت ما الشرط ؟ أقول : أن يقود الحجاج محملي إلى بلدك التي أنت فيها، ويكون حافي القدمين بلباسه الذي كان يلبسه قبل أن يصبح والياً”. نفذ عبد الملك طلبها وأرسل إلى الحجاج يأمره بما طلبت ولم يستطع الحجاج الرفض وفعل، ذهب إليها وطلب منها ان تتجهز ففعلت، وركبت المحمل مع جواريها، واخذ الحجاج يقود البعير، إلا أنها كشفت الستار حتى رأته وضحكت كيداً له فأنشد فيها : “فإن تضحكي يا هند رب ليلة  تركتك فيها تسهرين نواحا” فأجابته :

وما نبالي إذا أرواحنا سلمتمما فقدناه من مال ومن نسبالمال مكتسب والعز مرتجع إذا شفي المرء من داء ومن عطب

وما أن انتهت من إنشاد هذين البيتين حتى أوقعت ديناراً متعمدة، وقالت للحجاج : يا جمال وقع مني درهم فأعطنيه، فقال الحجاج إنه دينار وليس درهم فنظرت إليه وقالت : الحمد لله الذي أبدلني الدرهم دينار

No comments:

Post a Comment